الخميس، 30 سبتمبر 2021

https://bahainafeza.files.wordpress.com/2021/09/book-wahm-ar.pdf كتاب (الوهم) رد على كتاب وهم الإله لريتشارد دوكنز

 

إرسال تعليق

الأحد، 30 سبتمبر 2018

مقام النبي محمد (ص)


(مقام الرسول محمد صلى الله عليه وسلم)

بقلم: سيفي سيفي
سبتمبر 2018

كثيرًا ما نقرأ لبعض المفسرين أو نسمع من رجال الدين نسبة ما ورد في القرآن الكريم من آيات التنبيه والعتاب الى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كما في قوله تعالى: (يَا أَيُّها الْمُدَّثِّرُ. قُمْ فَأَنذِرْ. وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ. وَثِيَابَكَ فَطهِّرْ. وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ).(1-5 المدثر)
وهذا يدعو للتساؤل: متى كان سيّد المرسلين وإمامهم مرتدياً ملابس غير طاهرة؟ ومتى دخل قلبه الطاهر وساوس شيطانية؟
وكذلك حين قراءة قوله تعالى: (لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا).(1 الفتح) ونتسائل: هل كانت للمصطفى المختار ذنوب قبل أو بعد إعلان دعوته المباركة، حتى نظن أن الله تعالى يغفرها له؟ وهل كان بعيدًا عن صراط الله المستقيم؟
وكذلك: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعْ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا).(1 الأحزاب) فهل ولدت أرحام النساء من هو أكثر تقوى وإيمانًا وعبودية لله تعالى من سيد المرسلين حتى يوجه له مثل هذا الخطاب والتنبيه؟ لننصف قليلًا ونتمهل حتى نفهم معاني كلمات الذكر الحكيم.
بما أن نسبة كبيرة من المسلمين، متفقون على العصمة الكبرى لسيد المرسلين. إذن فهناك من لا يعتقد أن تكون إشارات التنبيه موجّهة الى شخصه الكريم. والحجة في ذلك، أنه ليس من المعقول أن يختار الله تعالى رجلاً ليأمر الناس بالأيمان والعدل والتقوى والطهارة والتعفف والتقديس، وهو مذنب خاطئ مثل غيره (استغفر الله)! وإن لم يكن الرسول محمد(ص) هو المنزه المتقي الطاهر الورع، فمن يكون يا ترى سيد المتقين؟
إذن، ألا يمكن أن يكون مثل هذا الخطاب موجه الى أمة النبي وليس له. كما شهد تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)(4 القلم)؟
لنضرب مثالا على ذلك. تنتشر شركات الأدوية والعلاج في جميع أنحاء العالم، وتصدّر منتجاتها بمختلف أشكالها وأنواعها الى جميع البشر. ولتوصيل أدوية الشفاء للمرضى بشكل سليم، تعمل هذه الشركات بكل طاقتها على منع تلوث أو فساد الأدوية والعلاج لتبقى ناجعة حتى تاريخ انتهاء صلاحيتها، لذلك تسعى لحفظها في أوعية أو علب أو قنانٍ أو أوراق معدنية نظيفة معقمة بأفضل السبل ومعبأة بأحدث الطرق والوسائل العلمية، لتبقى سليمة حتى يتحقق الغرض المطلوب منها.
ومثال آخر: عندما تضع أي دولة محترمة منهجًا دراسيًا لمستوى معين من تلاميذ مدارسها، فهي تخصص لذلك أكفأ الأساتذة وأفضل العلماء والمفكرين وتجند أشهر المدققين بل وتستعين أحيانًا بخبرات ذوي الشأن من خارج حدودها، لتقدم مناهج دراسية بأحسن الأشكال والصور، كي ترفع من شأن طلابها العلمي وتوصلهم الى أعلى المستويات.
هنا ندخل في صلب الموضوع؛ إن آيات القرآن الكريم، آيات منزلة من رب العزة سبحانه وتعالى، من مكانه الغيبي قدس الأقداس في اللامكان من عند سدرة المنتهى. وما دام الجميع يؤمن بها كذلك، فلابد وانها نزلت مقدسة كل التقديس وطاهرة كل الطهارة ونقية كل النقاء، إذ لا ينزل من رب العالمين، إلا كل خير تام. إذن.. إذا كان الله تعالى هو الذي أنزل من سماء فضله ونعمته، كلامًا مقدسًا طاهرًا نقيًا لهداية قلوب البشر وعقولهم الى صراطه المستقيم، وليشرّع لهم شريعة سماوية لعمر مديد، لذا كان لا بد أن يختار لمحط نزولها مكانًا طاهرًا مقدسًا نقيًا شريفًا، حتى يحفظ كلامه سليمًا تامًا كاملاً بمنأى عن التحريف والتحوير والزيادة والنقصان وليصل قلوب المؤمنين كما أنزله من سماء غيبه حتى يتحقق غرض الهداية والإيمان للبشر.
فلنر أين كان مهبط الوحي، وفي أي مكان كان نزول هذا الشرف الإلهي العظيم للبشرية.
لقد كانت تلك البقعة الشريفة الطاهرة المختارة، هي قلب المصطفى المختار سيد المرسلين وإمامهم، وصدره الطاهر الشريف، كما قال تعالى (قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ)(97 البقرة)، حيث لم يكن هناك مكان على الأرض أقدس ولا أشرف من هذا المكان الأطهر، كما قال تعالى (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ..)(21 الحشر)، وبهذا كانت الأرض بوسعها، لا تستحق هذا التشريف وهذا التعظيم، واختص الله بقدسية اختياره، ذلك الصدر الممرد الأنقى، دون قلوب جميع البشر آنذاك. ولولا نقاء هذا الفؤاد وأمانته، لاستلم عباد الله منذ بداية الدعوة ومنذ إيمان أول مؤمن في صدر الإسلام وحتى يومنا هذا، كلامًا شائبًا ملوثًا (استغفر الله العظيم). إذن لابد أن يكون ذلك الوعاء البشري، هو أفضل وأشرف وأنقى بقعة نزل عليها كلام الله تعالى حتى لا يعتريه تغيير أو تحريف ويتحقق هدف الإيمان والإيقان من نزوله. وبغير هـذا، كانت قوانين الحكمة والمنطق والعقل وقوانين الشريعة ستختل منذ لحظة نزولها.
هكذا كان صدر وقلب وفؤاد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)(56 الأحزاب) (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمةً لِلْعَالَمِينَ).(107 الأنبياء)
لكن العملية لم تنته عند هذا الحد، إنما هي البداية فقط، فطالما كان قلب الرسول مقدسًا، اذن لابد ان تكون دماؤه الجارية في عروق وخلايا جسده مباركة مقدسة أيضًا. وطالما كان ينقل كلام الله الى الناس، فلابد أن فمه كان مقدسًا، وطالما كانت أذناه أول من سمع كلام الله، فهما مقدستان. وطالما كان يتعقل معاني الكلام قبل النطق به، فيكون عقله مقدسًا منزهًا. وطالما كان وجهه يقابل وجه الملاك جبريل(ع)، فلابد أن يكون منورًا لطيفًا جميلًا، حتى يستقبل مثل هذا المَلاك الطاهر.
من هذا يكون وجه المصطفى، وجهًا نورانيًا منورًا بنور إلهي لا يسموه نور، ولابد أن كان أجمل الوجوه على الأرض.
ثم .. إن آيات القرآن الكريم المقدسة، تحتوي على أوامر إلهية، يقتضي النطق بها لتحقيقها وإجراء أحكامها؛ لذلك لا بد أن كان لسانه مقدسًا. وبما أن الشريعة بحاجة الى إجراء وتنفيذ (سنّة)، وأن النبي هو أول من قام بهذا التعبد وعلّم الناس طريقة عبادة الله، إذن .. فلا بد أن تكون يديه الكريمتين أشرف الأيدي على الأرض.
نستنتج من كل هذا، أن جسد المصطفى المختار محمد بن عبد الله، كان جسدًا مقدسًا طاهرًا شريفًا بكل أركانه لا يشابهه في التقديس والتنزيه أي جسد على الأرض. وأن جميع أجزائه وأركانه من أعلى شعرة في رأسه المبارك حتى نهاية أظفار قدميه المباركتين، كانت أعضاء هيكل مقدس طاهر نقي شريف، حتى تستحق تلقي رسالة الإسلام السماوية المقدسة.
إذن، فجسد المصطفى هو أطهر كأس لأقدس ماء إلهي.
لهذا كان لابد لمن يسهو أو يتطاول على شخصية الرسول الكريم وهيكله، أو يحاول التقليل من مقامه السامي العزيز، ويفسر ما جاء من معاني العتاب والتوبيخ في آيات القرآن الكريم ويفهم خطئًا أنها موجهة للرسول الكريم، أن يدرك حقيقة شخصية المصطفى المختار، ويعلم أن كل ما جاء من اشارات التنبيه والعتاب، إنما هي موجهة الى أتباعه المسلمين لتربيتهم وتعليمهم، وأنها نزلت بطريقة إلهية لطيفة مؤدبة غير مباشرة حفاظًا على مشاعر المؤمنين وأحاسيسهم.
فيا سيد المرسلين وإمامهم.. نسألك بحق اسمك المحمود في السماء والأرض وفي قلوب عباد الله المؤمنين، أن تشفع لنا أمام رب العـالمين، بحق من اختارك لرسالته دون خلق الله أجمعين.

كاتب بهائي

انشرها إذا أحببت !


إرسال تعليق

الأربعاء، 27 يونيو 2018